وفي نفس الوقت ينبغي مع ذلك ألا يتجاهل الشخص أن الفلسفة منذ
أرسطو حتى
نيتشه ظلت - على أساس تلك التغيرات وغيرها - هي هي لأن التحولات هي على وجه الدقة. احتفاظ بالتماثل داخل الهو هو (...)
صحيح أن تلك الطريقة نتحصّل بمقتضاها على معارف متنوعة وعميقة، بل
ونافعة عن كيفية ظهور الفلسفة في مجرى التاريخ ، لكننا على هذا الطريق لن
نستطيع الوصول إلى إجابة حقيقية أي شرعية عن سؤال: " ما الفلسفة ؟ "
إن التعريف الأرسطي للفلسفة ، محبة الحكمة، له أكثر من دلالة . فالدلالة اللغوية وهي تتعلق
بلغة الإغريقالتي بها تم تركيب هذه الكلمة والدلالة المعرفية التي كانت في مستوى شديد
الإختلاف عما نحن عليه ، ولا شك أن الدلالة الأخيرة هي التي حددت التعريف
وحصرته في محبة الحكمة كشكل للإعراب عن عدم توفر المعطيات العلمية
والمعرفية للفيلسوف في ذلك الوقت ، فكانت الحكمة أحد أشكال التحايل على
المجهول كمادة أولى لكي يصنع منها الفيلسوف نظامه المعرفي ، وفق التصور
المعرفي الذي كان سائدا في ذلك الزمن.
أما اليوم وبالنظر إلى ما هو متوفر من المعارف وعلى ما هو متراكم من
أسئلة وقضايا مطروحة في العديد من المجالات إلى التقدم الذي حققه الفكر
البشري في مختلف المجالات ، فلم يعد دور الفيلسوف فقط حب الحكمة أو الذهاب
إليها والبحث عنها بنفس الأدوات الذاتية وفي نفس المناخ من الجهل الهائل
بالمحيط الكوني وتجلياته الموضوعية كما كانت عليه الحال سابقا ... إن
الفيلسوف الآن بات مقيدا بالكثير من المناهج و
القوانين المنطقيةوبالمعطيات اليقينية في إطار من التراكمات المعرفية وتطبيقاتها
التكنولوجية التي لا تترك مجالا للشك في مشروعيتها . في هكذا ظروف وأمام
هكذا معطيات لم يعد تعريف الفلسفة متوافقا مع الدور الذي يمكن أن يقوم به
الفيلسوف المعاصر والذي يختلف كثير الإختلاف عن دور سلفه من العصور
الغابرة .
بناء على ما تقدم فإنه لا مفر من إعادة النظر في تغيير مفهوم ومعنى الفلسفة بحيث تكون ، إنتاج الحكمة
[/size]